ركز جيش النظام السوري قصفه الليلي على محافظة درعا وريفها، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بحسب المركز الإعلامي السوري.
وأضاف المصدر أن عشرات الأطفال والعائلات لجأوا إلى الملاجئ من دون إنارة أو غذاء، وأن جيش النظام السوري قصف وبشكل كثيف مدينة الحراك ومدينة داعل درعا وبلدات مجاورة.
درعا مسقط رأس الثورة
ولدت الثورة السورية كأكبر حركة احتجاجية معارضة للنظام السوري منذ 50 سنة في مدينة درعا، حيث بدأت الاحتجاجات في درعا بسبب قيام المخابرات السورية باعتقال 15 طفلا من أطفال درعا بسبب كتابتهم عبارات الحرية على مدرستهم، حيث تظاهر الآلاف أمام الجامع العمري الكبير في درعا البلد واستشهد في ذلك اليوم أثنان من أبناء درعا، وكبرت المظاهرات في درعا إلى أن امتدت إلى جميع أنحاء المحافظة، وسقط منهم قتلى بالآلاف.
وحاول النظام في البداية ترهيب وترويع الأهالي، فقام بقتل عدد من الشباب والناشطين، إلا أن ذلك أدى إلى رد فعل عكسي، إذ سببت الأفعال الوحشية ازدياد وتيرة الاحتجاجات وامتدادها إلى عدد من المدن السورية.
وما لبثت أن حوصرت درعا وتم قطع الماء والكهرباء والاتصالات عنها، كما قطع الغذاء والأدوية إلى الدرجة التي دعت مثقفين وفنانين سوريين إلى توقيع بيان سمي حينها بـ"بيان الحليب" لمطالبة الحكومة السورية بـ"وقف الحظر الغذائي المفروض على درعا وقراها" لافتين إلى أن "الأطفال الأبرياء لا يمكن أن يكونوا مندسين في أي من العصابات أو المشاريع الفتنوية بكل أنواعها".
درعا موعودة بالعنف
عندما خرج أطفال درعا عن صمتهم، وشقوا عصا الطاعة فجروا ثورة بلادهم كلها، ولكنهم إلى الآن يدفعون وسيبقون يدفعون ثمناً باهظاً لمعرفتهم أن الحرية حق.
وبعيد إطلاق سراحهم تبين للمنظمات الحقوقية أن اعتقالهم لم يجر في ظروف غير إنسانية فحسب، بل إنهم تعرضوا لتعذيب شديد بدا واضحا على صور بعضهم. ويتردد حديث عن تعرض بعضهم للتحرش الجنسي أثناء اعتقاله.
فيما لجأ أهل الأطفال إلى الصمت المطبق خوفا من تهديدات بالويل إن تم فضح واقع ما تعرض له هؤلاء الأطفال.