«... لقد اعتلينا السلطة معا، وسنغادر معاً» عبارة كشفت إحدى وثائق «ويكيليكس» التي نُشرت في بيروت امس ان رئيس جهاز المخابرات العسكرية السورية آصف شوكت قالها لصهره الرئيس بشار الاسد العام 2005 مع اقتراب لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من «الحلقة الضيقة» وخلال لقاء حول سبل التعاطي مع هذه اللجنة. وجاء في مذكّرة سرّية تحمل الرقم 05DAMASCUS780 صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق في 31 اكتوبر 2005 ونشرتها امس صحيفة «الجمهورية» اللبنانية «أنّ اجتماعا ضمّ القائم بأعمال السفارة الأميركية ومعارضين ومؤرّخين سوريين عُقد للبحث في ردّ فعل الحكومة السوريّة على قرار الأمم المتّحدة الرقم 1636. وأشار أحد المعارضين السوريّين إلى أنّ «نصف تعامل» أو «تعامل زائف» مع لجنة التحقيق الدوليّة في قضيّة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، هو أخطر حلّ بالنسبة إلى سورية، لأنّ ذلك سيعرّض الدولة لعواقب كثيرة من دون تحقيق أيّ مكاسب، مشدّدا على ضرورة التعامل في شكل كامل مع لجنة التحقيق، وبطريقة من شأنها «تقسيم القيادة في الحكومة السورية» والفصل بين مصير الرئيس بشّار الأسد ومصير شقيقه ماهر ومصير صهره رئيس جهاز المخابرات العسكرية آصف شوكت». وتحدّث المعارض عن «انقسام داخل النظام (العام 2005)؟ بين الذين يدعمون نظريّة مدير المخابرات العامّة علي مملوك، ومفاده أنّ على الرئيس الأسد اتّخاذ إجراءات جذريّة، وبين نظريّة هؤلاء الموالين لـ ماهر (الاسد) وشوكت، والذين يطالبون بتعامل محدود مع لجنة التحقيق وانتظار مترتّبات الانتظار». وشكا المصدر كذلك من وجود «أربع شخصيّات عسكرية وواحدة سياسيّة فقط»، في مقدورهم مواجهة «المشبوهين ومناصريهم». وأشار إلى انعقاد اجتماع بين القيادات السوريّة، واصفا إيّاه بـ «المحموم والمرتبك»، في ظلّ وجود أشخاص يركّزون على بقائهم الشخصي فقط، مضيفا: «وما لا يفهمه هؤلاء، متى تتمّ تسميتهم من قبل الأمم المتحدة، انّه لن يبقى أمامهم أيّ مكان للهرب إليه، كما لن يمكنهم الوصول إلى الأموال التي جنوها عبر السنين». وأفصح المعارض أنّ مصدر معلوماته هو (مدير المخابرات العامّة) علي مملوك، والذي تحدّث عن جدال بين بشّار وآصف شوكت، حيث قال الأخير: «لقد اعتلينا السلطة معا، وسنغادر معاً». وفي السياق نفسه، وفي اجتماع آخر، قال معارض سوري ثان، انه «في وقت يشدّد النظام علَنا على أنّه سيتعاون في شكّل كامل مع لجنة التحقيق، إلّا أنّه سيبقي الرأي العام إلى جانبه حتى في مواجهة تهديد العقوبات الدولية»، مضيفا أنّه سيعزّز في الوقت ذاته من حملته المعادية لأميركا. وتابع المعارض، مؤكّدا «أنّ بشّار الأسد يتمتّع بالسلطة اللازمة لتسليم أفراد من أسرته إلى ميليس من أجل التحقيق معهم وحتى محاكمتهم، وحتى من دون ظهور أدلّة قاطعة، ولكنه «لا يريد القيام بذلك». ولدى سؤاله عن سبب رفض بشّار الإقدام على هذه الخطوة، فأجاب المعارض السوري «أنّ بشّار يعرف أنّ ما لدى ماهر وشوكت من معلومات عن اغتيال الحريري، يشكّل خطرا أكبر على النظام من العقوبات الدولية».