بينما كثف النظام السوري، أمس، من حملاته لاستهداف المعارضين مما اسفر عن مقتل 8 اشخاص على الاقل، أمهل وزراء الخارجية العرب، الذين عقدوا اجتماعا طارئا في القاهرة، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد فرصة اخيرة لاجراء الاصلاحات منعا لتدويل القضية. وشدد الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على أهمية المساهمة في تقديم حل يمنع أي تدخل أو تعقيد للأزمة في سوريا. بينما أكد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم الذي تراس الاجتماع «نحن لا نريد أن ندخل في حدة أو فرض على سوريا وإنما (نهدف) إلى حل».
وقالت مصادر رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط»، إن وزراء الخارجية العرب اتفقوا خلال اجتماعات تشاورية على استضافة الجامعة لحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق يتضمن إيفاد لجنة وزارية لزيارة سوريا وعقد لقاءات مع الحكومة والمعارضة، ثم استضافة الجامعة العربية لحوار بينهما. كما جددوا الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار ووقف نزيف الدم وسحب كل مظاهر العنف من الشارع السوري والإفراج عن المعتقلين، وتحديد خريطة طريق واضحة المعالم بشأن إجراء الإصلاحات السياسية المطلوبة، تضمن الانتقال السلمي للسلطة.
وخلال اجتماع أمس وقع تلاسن بين المندوب السوري يوسف أحمد، وبين رئيس وزراء قطر. وهاجم المسؤول السوري دول الخليج العربي، واعتبر ان توقيت الاجتماع «غريب ومريب» وانه مرتبط باجندات اميركية، غير ان الشيخ حمد بن جاسم رد عليه قائلا «لسنا مطية لتنفيذ مخططات غربية..بل حرصا على سوريا». الى ذلك، اعتبر المسؤول القطري في تصريحات لاحقة ان أمن السعودية من أمن دول الخليج، معلنا الوقوف مع الرياض ضد المؤامرة الايرانية الاخيرة التي كانت ترمي لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير. وقال إن «السعودية دولة مهمة ونأمل ألا تكون الاتهامات التي أسندت إلى إيران بشأن محاولة الاعتداء على السفير السعودي صحيحة».
وفي سياق آخر، أقر وزير الاقتصاد والتجارة السوري، محمد نضال الشعار، بأن بلاده «تعيش أزمة سياسية واقتصادية، وهو الأمر الذي أثر على النشاط الاقتصادي»، كاشفا عن أن الحكومة ستعيد النظر في الاتفاقات العربية والدولية لتقييم تأثيرها على الاقتصاد السوري وبما يتناسب مع المصالح السورية أولا.