شنت القوات السورية حملة أمنية على ريف دمشق أمس، وقتلت 11 شخصا في مدينة الكناكر التي اجتاحتها، بينما اعتقلت مئات آخرين في مدن محيطة. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الأمن العسكري نفذ عمليات مداهمة قتل خلالها 11 شخصا واعتقل أكثر من 250 شخصا». وأكد قربي أن «عملية المداهمة جرت في كناكر كرد انتقامي لأنها أدت دورا بتزويد مدينة درعا (جنوب) بالمؤن».
وجاء ذلك في وقت دعا فيه الناشطون على موقع «فيس بوك» إلى مظاهرات جديدة غدا الجمعة، التي اختاروا لها عنوان «صمتكم يقتلنا»، في إشارة إلى الصمت العربي حول إدانة جرائم النظام السوري ضد شعبه.
وبعد يوم من اعتصام للأطباء في مستشفيين في مدينة حلب، طالبوا فيه بإطلاق سراح المعتقلين، نفذ أمس مئات المحامين اعتصاما في قصر العدل في حلب. وقال ناشط حقوقي من حلب إن «المحامين اعتصموا للمطالبة باستقلالية النقابة والتأكيد على حرمة الدم السوري وهم يهتفون: النقابة حرة حرة.. والشبيحة تطلع بره».
وشهدت حلب أمس أيضا إغلاق جامع آمنة بنت وهب، الذي شهد مظاهرات في الأسابيع الأخيرة، من قبل مديرية أوقاف حلب. وجاءت الخطوة مع اقتراب شهر رمضان، وتزايد إجراءات الحد من التظاهر في المدينة.
ونفت مديرية أوقاف حلب أن يكون إغلاق جامع آمنة بنت وهب سببه الخوف من المظاهرات، وقالت إن الإغلاق كان بهدف «تنفيذ أعمال صيانة تنتهي خلال الأيام القليلة المقبلة».
من جهة أخرى، انطلق في اسطنبول أمس الملتقى التنسيقي الأول لنشطاء ومجموعات عمل الثورة في سوريا، والذي يعقد على مدار أربعة أيام بهدف تطوير التنسيق بين نشطاء ومجموعات عمل الثورة السورية في الداخل والخارج. وقال الناشط السياسي الشاب معاذ السباعي، المنسق العام لملتقى النشطاء السوريين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف الاستراتيجي للقاء الذي شارك فيه نحو 200 شخص، هو خلق «نواة لمؤسسات المجتمع المدني التي ستسهم في مرحلة البناء بعد إسقاط النظام».
إلى ذلك، قالت مصادر فرنسية إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عبرا عن «الذهول» إزاء ارتفاع أعداد ضحايا أعمال القمع في سوريا و«أسفهما» لكون الوعود الإصلاحية التي يطلقها النظام لا تترجم عمليا على أرض الواقع. وجاء ذلك في إطار غداء العمل بقصر الإليزيه الذي جمع ساركوزي والملك عبد الله الثاني بمناسبة الزيارة التي قام بها العاهل الأردني إلى فرنسا أمس.