واصلت الولايات المتحدة تصعيد انتقاداتها لممارسات السلطات السورية ضد المتظاهرين المسالمين وتنديداتها بها، معتبرة ان الرئيس بشار الاسد ونظامه باتا جزءا "من الماضي" وان الاسد "الذي فقد شرعيته... يخسر" مع اقتراب التظاهرات من دمشق، وان "التغيير آت الى سوريا"، وان الاسد قد يؤخره "لكنه لن يستطيع وقفه". وهي مواقف عكست حقيقة كون ادارة الرئيس باراك اوباما بدأت تحضر لحقبة ما بعد نظام بشار الاسد.
وتعرض الاسد ونظامه أمس لتنديد شامل من مساعد وزيرة الخارجية السفير جيفري فيلتمان، ومساعد الوزيرة لشؤون حقوق الانسان مايكل بوزنر، ومن زعماء اللجنة الفرعية للشرق الاوسط في مجلس النواب من جمهوريين وديموقراطيين، الذين حضوا بقوة ادارة اوباما على مطالبة الاسد "بالتنحي الآن" كما قال رئيس اللجنة النائب الجمهوري ستيف شابوت.
وشدد فيلتمان على ان الشعب السوري يعرف أين تقف الولايات المتحدة، ملمحا الى انه "في الوقت المناسب" قد تطالب حكومته الاسد بالتنحي عن السلطة.
أما بوزنر، فقال ان السوريين يدركون ما تعنيه واشنطن حين تصف ممارسات النظام السوري بأنها "بربرية" وتقول "إنه فقد شرعيته"، وأن واشنطن تؤيد مطالبتهم بالديموقراطية والتغيير. وجاءت هذه المواقف خلال جلسة عقدتها اللجنة بعنوان "محور التسلط" لمناقشة وضع حقوق الانسان في سوريا وايران.
وقال فيلتمان ان وضع سوريا وايران في خانة واحدة يسلط الاضواء على حكومتين "تتشاطران سجلا مشينا في مجال حقوق الانسان، لدورهما التخريبي والمدمر في المنطقة". ووصف زعماء ايران بأنهم "لا يعرفون العيب وهم خطيرون وخبثاء". واستخدم لهجة قاسية جدا في وصفه لطبيعة نظام الاسد إذ قال: "بشار الاسد ليس اصلاحيا، بل هو رجل يعتمد حكمه على الارهاب والسرقة والتعذيب". واشار الى ان الرد العنيف للنظام على التظاهرات التي تطالب بالتغيير أدى الى تعزيز مطالب المتظاهرين بالحرية وبتفكيك وسائل القمع، و"كل ما يسمى الاصلاحات لم تؤد الى التغييرات التي يريدها السوريون على الارض". واتهم الاسد بتأجيج التوترات الطائفية قائلا: "ولتعزيز احتكاره للسلطة، يسعى الاسد الى اثارة العنف بطريقة تهدف الى اعطائه طابعا فئويا، من اجل اخفاء طبيعة نظامه، من خلال استغلال مخاوف الشعب السوري العميقة من النزاع الفئوي... وكنتيجة مباشرة لاسلوب الاسد، اكتسب العنف القاتل احيانا منحى طائفيا، كما رأينا في المأساة الاخيرة في مدينة حمص".
وأضاف: "لكن التغيير آت الى سوريا". واشار الى ان المعارضة السورية "تنظم نفسها وبدأت تطرح اجندة لمستقبل سوريا، أي مستقبل يشارك فيه جميع السوريين بشكل متساو بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية او الاثنية".
ثم قال انه على رغم من وجود عقوبات كثيرة فرضتها الولايات المتحدة على سوريا، فان حكومته تدرس مع الآخرين فرض عقوبات اضافية. وبعدما أشار الى جولاته الكثيرة في المنطقة خلص الى أنه "لم يعد لسوريا أي اصدقاء في المنطقة... بشار يخسر ولا يستطيع ان يفوز..." وكرر اتهام ايران بارسال مستشارين ومساعدات تقنية" لمساعدة سوريا في وحشيتها" ضد المتظاهرين. وفي أجوبته عن أسئلة اعضاء اللجنة قال فيلتمان: "هناك نكهة معادية في التظاهرات ضد ايران وحزب الله، وهؤلاء هم أصدقاء سوريا الوحيدون، الى السياسي اللبناني المجنون ميشال عون".
وقال يوزنر إن الولايات المتحدة التي تقف مع الشعب السوري "تحضر نفسها الآن لمساعدة المتظاهرين في عملية الانتقال الديموقراطي في سوريا".
ساركوزي
* في باريس أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين عن "مشاعر الصدمة لعدد الضحايا واستمرار القمع في سوريا" خلال غداء عمل الاربعاء في باريس.
وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية بعد لقاء استمر اكثر من ساعة ان الرئيس "اعرب عن مشاعر الصدمة لعدد الضحايا واستمرار القمع في سوريا وعجز النظام عن احترام التعهدات التي قطعها".
في غضون ذلك استمر النزف في سوريا، واكد ناشطون مقتل 11 شخصا على الاقل بينهم صبي في السابعة من العمر برصاص رجال الامن الاربعاء خلال عمليات دهم في مدينة كناكر جنوب غرب دمشق، بينما استمرت الحملات الامنية في عدد من مدن ريف دمشق، واعتقل المئات فيها.
وفي اسطنبول ، بدأ نحو مئتي ناشط سوري اجتماعا لاربعة ايام لتنسيق حركة الاحتجاج المناهضة للنظام في دمشق و"تأسيس سوريا الجديدة".
واشنطن - هشام ملحم / العواصم الأخرى – الوكالات