في بيان طويل عن سوريا، وفي لهجة متشددة، قال الرئيس باراك أوباما إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «يجب أن ينتهي». وتعليقا على العنف الشديد الذي استعملته القوات السورية في حماه، قال أوباما: «بعد ثلاثين عاما من ذبح والده لعشرات الآلاف من السوريين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال في حماه، أثبت بشار الأسد ازدراء مماثلا لحياة الإنسان ولكرامته. أمس، قتلت الحكومة السورية المئات من المواطنين السوريين بمن فيهم النساء والأطفال، في حمص». وقال أوباما إن حكومة بشار تستمر في منع «مئات المدنيين الجرحى من التماس المساعدة الطبية». وأضاف: «أنا أدين بشدة هذا الاعتداء الذي لا يوصف، والذي قامت به الحكومة السورية ضد شعب حمص. وأقدم أعمق مشاعر المواساة إلى أولئك الذين فقدوا أحباءهم». وقال: «الأسد يجب أن يوقف حملة القتل، والجرائم التي يرتكبها ضد شعبه. إنه يجب أن يتنحى، للسماح بتحول ديمقراطي فورا».
وقال أوباما إن الشعب السوري أثبت، بأعداد كبيرة عبر سوريا، المشاركة في الاحتفال بالذكرى الثلاثين لمجزرة حماه. ونقل على لسان المتظاهرين هتافهم: «عذرا حماه، سامحينا». وقال: «نحن الأميركيين مدينون للضحايا من حماه وحمص لنتعلم درسا واحدا: تجب مواجهة القسوة من أجل العدالة وكرامة الإنسان». وقال إن هناك دروسا أخرى، مثل أن كل حكومة مسؤولة عن حماية مواطنيها، وأن كل حكومة تنفذ المذابح ضد شعبها لا تستحق أن تحكم.
وقال أوباما إن سياسة النظام السوري بالمحافظة على السلطة بترويع الشعب تشير إلى ضعف النظام المتأصل، و«إن الانهيار لا مفر منه».
وأضاف أن المجتمع الدولي «يجب» أن يعمل لحماية الشعب السوري من «هذه الوحشية البشعة». وأشار إلى مداولات مجلس الأمن. وقال: «دعا شركاؤنا العرب أعضاء مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات لدعم إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا». واستعمل عبارة «آلة القتل» التي وردت في قرار الجامعة العربية.
ومن دون الإشارة إلى تعنت الروس، قال أوباما: «يملك مجلس الأمن الآن فرصة للوقوف ضد وحشية لا هوادة فيها ينفذها نظام الأسد. وفرصة لإثبات أنه مدافع موثوق به عن الحقوق العالمية للإنسان المكتوبة في ميثاق الأمم المتحدة».
وأضاف: «نحن يجب أن نعمل مع الشعب السوري نحو بناء مستقبل أكثر إشراقا لسوريا. يمكن أن تكون سوريا من دون الأسد، سوريا يخضع فيها جميع السوريين لسيادة القانون. وتكون فيه الأقليات قادرة على ممارسة حقوقها المشروعة، وعلى التمسك بهويتها وبتقاليدها، بينما تمارس واجباتها مع بقية المواطنين في جمهورية موحدة». واختتم أوباما بيانه بالقول: «يجب أن ينتهي نظام الأسد».
ومن جانبه، ندد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أمس، بأعمال العنف «المروعة» في حمص، متهما الرئيس بشار الأسد بأنه «بلا رحمة».
وبناء على ما تداولته وسائل الإعلام، ندد هيغ في بيان بـ«الهجوم على حمص..الذي أوقع مائتي قتيل» ووصف تلك الأنباء بأنها «مروعة».
وأضاف «أدين من دون أي لبس استخدام الدبابات ومدافع الهاون والمدفعية في مناطق آهلة بالسكان».
وقال إن «أعمال النظام السوري تنم عن قسوة بلا رحمة من جانب الرئيس الأسد في حين يزداد الضغط الدولي على مجلس الأمن من أجل أن يوقف المجزرة في سوريا». وأضاف أن «هذا العنف المتزايد يكشف كم أنه من المهم أن يدعم مجلس الأمن جهود الجامعة العربية من أجل وضع حد للأزمة في سوريا»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وختم «حان الوقت للأسرة الدولية وعلى الأخص أولئك الذين حموا نظام الأسد حتى الآن، لتشدد ضغطها من أجل وضع حد لعشرة أشهر من العنف».
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه في بيان، أمس، أن القصف الدامي لحمص يعني أن السلطات السورية «خطت خطوة إضافية في التصرف الوحشي».
وأضاف جوبيه أن «هذا الانغماس في العنف يؤكد أن على مجلس الأمن الدولي أن يخرج بصورة عاجلة عن صمته ليدين مرتكبي هذه الجريمة ويفتح الطريق أمام تطبيق الخطة السياسية لجامعة الدول العربية» التي تنص على رحيل بشار الأسد قبل فتح حوار مع المعارضة.