اجتاحت القوات السورية صباح اليوم الثلاثاء بلدات في إدلب وحماة, مما أسفر عن سقوط 30 قتيلا بينهم سبعة أطفال, كما واصلت هذه القوات عملياتها في دير الزور ومناطق أخرى. ودبلوماسيا يتعرض نظام الرئيس بشار الأسد لضغوط عربية ودولية لوقف استهداف المحتجين.
قالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا التي يرأسها عمار قربي إن 26 شخصا قتلوا وأصيب العشرات عندما اقتحمت قوات تدعمها الدبابات والعربات المصفحة قرية صوران وقرى أخرى شمالي حماة، حيث يتركز هجوم بدأ قبل عشرة أيام لسحق احتجاجات حاشدة على حكم الأسد.
وأضافت المنظمة أن أربعة أشخاص قتلوا في بلدة بنش بمحافظة إدلب الواقعة على بعد 30 كلم عن الحدود مع تركيا، في هجوم مشابه على البلدة التي
شهدت تصعيدا للاحتجاجات التي تطالب بإسقاط النظام خلال شهر رمضان.
وقالت منظمات حقوقية سورية وناشطون على الإنترنت إن قوات سورية مدعومة بدبابات وآليات مدرعة، اقتحمت فجر اليوم بلدتي بنّش وسرمين في محافظة إدلب.
وسبقت عملية الاقتحام بقليل وصولَ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى دمشق حيث اجتمع بالأسد, وبدت امتدادا لعمليات سابقة في المحافظة استهدفت مؤخرا بلدات وقرى حدودية بينها جسر الشغور وجبل الزاوية.
اقتحام وقتل
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدنيين قتلا وجرح آخرون برصاص القوات السورية في بلدة بنّش التي تعرضت للاقتحام بعد سلسلة من المظاهرات المطالبة بالحرية، وهي الحصيلة التي نقلتها أيضا مواقع سورية معارضة على الإنترنت.
وذكر المرصد أن نحو عشر دبابات وعربات عسكرية اقتحمت بنش وسرمين, بينما تحدث ناشطون عن نزوح عدد من الأهالي.
وأكدت مواقع سورية معارضة أيضا اقتحام قوات سورية كبيرة فجر اليوم بلدة طيبة الإمام في ريف حماة, وتحدث اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن سقوط ما لا يقل عن خمسة قتلى وعشرات الجرحى.
ووفقا للمصادر ذاتها, فإن من بين القتلى فتاتان شقيقتان (6 أعوام و12 عاما).
وتعرضت طيبة الإمام للاقتحام بينما استمرت القوات السورية في عملياتها بمدينة حماة المقطوعة تقريبا عن العالم الخارجي.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية قد تحدثت مساء أمس عن بدء انسحاب الدبابات من حماة, لكن العمليات العسكرية والأمنية في المدينة تواصلت اليوم وخلفت قتيلا على الأقل وفقا لناشطين.
وفي دير الزور التي اجتاحتها قبل يومين قوات عسكرية وأمنية كبيرة, وقتلت فيها ما لا يقل عن خمسين شخصا, تعرضت أحياء سكنية بينها الحويقة صباح اليوم لقصف بمدافع الدبابات والرشاشات الثقيلة، حسب مصادر محلية.
وقال معارضون إن تعزيزات عسكرية تشمل طابور آليات دخلت المدينة, بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سيدة وفتى توفيا اليوم متأثرين بجروح أصيبا بها في عمليات سابقة.
وكانت العمليات العسكرية والأمنية التي تستهدف خنق الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الأسد قد شملت أيضا مدينة معرة النعمان. وبث ناشطون شريطا مصورا يظهر وجود قناصة على أسطح المنازل في المدينة.
وفي درعا, قتلت القوات السورية أول أمس معن المناع شقيق المعارض السوري المقيم في فرنسا هيثم المناع عندما كان يشارك في تشييع قتيل.
مظاهرات مستمرة
ولم تمنع العمليات العسكرية والأمنية التي تسارعت وتيرتها في الأيام القليلة الماضية بوضوح، من استمرار المظاهرات المناهضة للنظام خاصة بعد صلاة التراويح.
وتظاهر الليلة الماضية حشد كبير من السوريين في مدينة اللاذقية الساحلية, معلنين تضامنهم مع مدينتي حماة ودير الزور وغيرهما من المدن والبلدات المحاصرة.
كما أشاد المتظاهرون بمواقف السعودية والكويت والبحرين –وقبلها قطر- التي سحبت سفراءها من دمشق احتجاجا على القمع الدامي للاحتجاجات المطالبة بالحرية والديمقراطية.
وخرجت الليلة الماضة مظاهرات أخرى في حي القدم بالعاصمة السورية, وفي بلدة داريا بريف دمشق, وأيضا في القامشلي حيث توجد غالبية كردية.