توقعت مصادر مقربة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, أن ينهار نظام الرئيس السوري بشار الأسد, قبل نهاية شهر مارس المقبل, على وقع استمرار الاحتجاجات التي تكتسب زخماً يوماً بعد آخر, إلى جانب العقوبات الدولية التي بدأت تجفف منابع نظام دمشق, فيما دعت وزيرة الخارجية الأميركية, الصين إلى دعم تحرك لمجلس الأمن ضد سورية. (راجع ص 26 -27 ).
وتوقع تقييم وضعه مستشارو أحمدي نجاد, ووافق عليه مرشد الثورة علي أكبر خامنئي, “الا يصمد نظام الاسد لما بعد نهاية مارس المقبل, أمام ثلاثة تطورات دراماتيكية, أولها حدوث انقلاب عسكري تعد له الولايات المتحدة ودول عربية, وبعض دول الاتحاد الاوروبي, وثانيها اغتيال الأسد وشقيقه ماهر (المتورط في القمع الدموي) وبعض قادته الامنيين والعسكريين, إثر انشقاقات في الجيش والاستخبارات, وثالثها اندلاع حرب أهلية شاملة باتت الاستعدادات لها جاهزة عبر تهريب أطنان من الأسلحة وآلاف العناصر المقاتلة لمواجهة آلة القمع البعثية”.
وجاء في تقرير أوروبي خرج من طهران السبت الماضي, اطلعت “السياسة” على جانب منه, أن “محمود احمدي نجاد قد يكون شارف على اتخاذ موقف مشابه لموقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالتخلي النهائي عن الاسد ونظامه في دمشق, ولكن دون إعلان ذلك, لذا فهو يبحث عن حليف بديل في المنطقة يؤمن له استمرارية تدخله في الشرق الاوسط وشمال افريقيا, فلم يجد إلا الرئيس السوداني عمر البشير الشخص الوحيد “المؤهل” لهذا العمل لخلافة “حزب البعث” السوري في تهريب السلاح الى “حزب الله” واستقبال آلاف العناصر من الحرس الثوري والباسيج الايرانيين”.
وكشف التقرير الاوروبي النقاب عن “تدفق مئات العناصر من الحرس الثوري “فيلق القدس والاستخبارات” والباسيج على المناطق المحاذية لدولة جنوب السودان المستقلة حديثا, بعدما اعترفت بها اسرائيل وبادلتها هي الاعتراف والتمثيل الديبلوماسي, وهي الذريعة الايرانية – السودانية الجاهزة الآن لمقاومة تدخل الدول الغربية لتحويل السودان الى قاعدة ايرانية, قد تحل محل قاعديتها في لبنان والعراق, في حال سقوط نظام الأسد الذي يصل هذا المثلث الايراني في المنطقة”.
ومساء أمس, أعلن محمود احمدي نجاد, أن السودان وايران “سيقفان مدافعين عن الامة الاسلامية في وجه الضغوط الغربية”.
وقال نجاد خلال اجتماع مشترك جمعه مع الرئيس السوداني عمر البشير, في اطار زيارة الأول للخرطوم أن “ايران والسودان سيقفان معا دفاعا عن العالم الاسلامي واستقلال المنطقة”.
واضاف ان “كلا البلدين يواجه ضغوطا من الاستعمار الذي يحاول فرض امور ذات تأثير سلبي على الشعبين, ويمارس الضغوط على الدول المستقلة لانه لا يريد دولا قوية”.
في غضون ذلك, دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون, الصين الى تقديم دعم قوي لتحرك مجلس الامن الدولي في شأن سورية.
وقال مسؤول في الخارجية الاميركية للصحافيين رافضا كشف هويته, ان اللقاء بين كلينتون ونظيرها الصيني يانغ جايشي, “شدد على الحاجة الى قرار قوي لمجلس الامن الدولي يدعو الى وقف العنف” في سورية.