جدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، وصفه للوضع في سوريا بأنه «غير مقبول»، معتبرا أنه من المهم أن تكون للأمم المتحدة كلمة «داعيا الدول المنضوية في المنظمة الدولية لمعالجة الأزمة بطريقة جادة ومنسقة».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة الذي وصل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي مع الوفد المرافق له قادما من بيروت، إن الوضع في سوريا بلغ «حدا غير مقبول»، مضيفا «آمل بصدق أن يقوم مجلس الأمن بمعالجة ذلك بطريقة جدية ومنسقة لوقف إراقة الدماء في هذا البلد». معتبرا في حديثه للصحافيين على هامش مشاركته في القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي، أنه «من المهم أن تكون للأمم المتحدة كلمة، وأن تتحرك بشكل منسق»، وتابع: «أعرف أن هناك بعض الخلافات في الرأي بين أعضاء مجلس الأمن، إلا أن عدد الضحايا بلغ حدا غير مقبول، ولا يمكننا أن نترك الوضع يتواصل على هذا النحو».
وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض في مجلس الأمن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لمنع صدور قرار يدين النظام السوري. وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول)، قدمت موسكو مشروع قرار إلى مجلس الأمن يدين العنف من جانبي النظام والمعارضة على حد سواء، الأمر الذي رفضته الدول الغربية.
وطلبت الولايات المتحدة من روسيا التخلي عن مشروع قرارها ودعم إصدار قرار أكثر حزما أعدته واشنطن بالتعاون مع دول أوروبية عدة. وأوقع القمع 5 آلاف قتيل على الأقل منذ منتصف مارس (آذار) الماضي.
وأضاف بان كي مون أيضا «لقد دعوت الرئيس (بشار) الأسد باستمرار إلى وقف القتل (...) والاستماع إلى شعبه». وقال الأمين العام: «يتعين على المسؤولين أن يكونوا دائما على اتصال مع شعوبهم. عندما ينقطع مسؤول عن الواقع وعن شعبه! فإن مثل هذا الوضع يصبح محتوما». وأشاد بان كي مون بالجامعة العربية لإرسالها مراقبين إلى سوريا. وقال: «آمل بصدق أن يتمكنوا من مواصلة» مهمتهم.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قد وصل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، للمشاركة في القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي انطلقت أعمالها أمس، وتستمر حتى 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، حيث من المقرر أن يطلق «السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع». بمشاركة مجموعة من قادة الدول والحكومات والوزراء والخبراء من مختلف أنحاء العالم.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أعلن خلال افتتاح دورة العام الماضي من «القمة العالمية لطاقة المستقبل» أن الأمم المتحدة اختارت عام 2012 ليكون «السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع».
وتتضمن المبادرة التي تسعى إلى تحقيق 3 أهداف بحلول عام 2030 تتمثل في ضمان توفير الخدمات الحديثة للطاقة في كافة أنحاء العالم ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة ومضاعفة حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة العالمي. وتسعى المبادرة إلى تفعيل الالتزام الدولي وحشد تأييد الشركات والقطاع المالي والحكومات والمجتمع المدني وذلك استعدادا لانعقاد مؤتمر «ريو 20» حول التنمية المستدامة، فضلا عن تحفيز مشاركة القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق أهداف المبادرة.
وتعد القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تدخل الآن عامها الخامس، الملتقى السنوي العالمي الأبرز المتخصص بتشجيع تطوير حلول الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة الطاقة وإدارة النفايات وتحقيق التنمية المستدامة.
وتشهد القمة العالمية لطاقة المستقبل أكثر من 26 ألف مشارك بما في ذلك 3 آلاف موفد و650 شركة عارضة و20 جناحا وطنيا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد غادر مع الوفد المرافق العاصمة اللبنانية بيروت متوجها إلى أبوظبي على متن طائرة خاصة، بعد زيارة إلى لبنان استمرت 3 أيام التقى خلالها كبار المسؤولين وتفقد قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان وشارك في مؤتمر «الإصلاح والانتقال إلى الديمقراطية».