قالت صحيفة واشنطن بوست إن الجيش السوري الحر بدأ يعيد تنظيم نفسه، فحقق مكاسب على الأرض خلال الأسابيع الأخيرة في ظل أنباء عن تلقيه الدعم من المال والسلاح.
ويقر الجيش السوري الحر الآن بأنه غير ملزم بالهدنة رغم أن قادة الثوار يصرون على أن هجماتهم تهدف فقط إلى الدفاع عن المدنيين في أعقاب المخاوف التي خلفتها المجازر الأخيرة، حيث كان معظم الـ 186 الذين سقطوا فيها من الأطفال والنساء.
ويقول الثوار إنهم يحصلون على العتاد والتمويل بعد أن كانوا يفتقرون إليهما قبل أشهر قليلة، الأمر الذي ساعدهم على هيكلة أنفسهم لتحسين التنسيق في ما بينهم وتقويض قدرة الحكومة على بسط سيطرتها على مناطق شاسعة من البلاد.
ورغم أنهم يقولون إنهم لا يتلقون مساعدات أجنبية، فإنهم يؤكدون أنهم يحصلون على أموال من المعارضة السورية والمنظمات خارج البلاد، والتي تستخدم في شراء الإمدادات من السوق السوداء المزدهرة في الداخل.
تقدم
ويشير محللون إلى أن التقدم الواضح للثوار إلى أن المساعدة تجدي نفعا، فتعمل على تعميق الصراع وربما تكثيف الضغط على الحكومة لتقدم تنازلات رغم أن المجتمع الدولي ما زال يصر على استبعاد التدخل العسكري.
وتقول واشنطن بوست إن الثوار الذي يتسلحون بأسلحة خفيفة وقذائف محمولة على الكتف ما زال أمامهم طريق طويل ليتمكنوا من إلحاق الهزيمة بالجيش السوري الذي يتفوق عليهم، وتضيف أنهم أيضا ما زالوا بعيدين عن بلوغ قدرات الثوار الليبيين الذين تمكنوا بسرعة مضطردة من السيطرة على مساحات شاسعة من البلاد وترسانة كبيرة.
ويؤكد ذلك المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية جيفري وايت الذي يقول إن ثوار سوريا لن يتمكنوا من الإطاحة بنظام بشار الأسد وإخراجه من دمشق، ولكنه أشار إلى أن هجمات الكر والفر المتكررة على مواقع الجيش السوري النظامي “تعزز الضغط على النظام، فتزيد من استنزافه وانشقاقاته”.
ويتابع أن الثوار الآن “يبدون أكثر قوة وأفضل حالا”، نافيا ما يصفهم به البعض بأنهم قوة متفككة، ويقول “لا أعتقد أن ذلك الوصف دقيق، ويمكنني أن أصفهم بأنهم قوة عصابات تزداد قدرتهم باضطراد”.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم المجلس العسكري في حمص سامي الكردي قوله “كل يوم نسيطر على المزيد من الأراضي، وكل يوم هناك انشقاقات عن الجيش النظامي، ولدينا الآن تنظيم أفضل بين صفوفنا”.
ويضيف أن النظام الآن يسيطر على الأراضي بالدبابات، والدليل على ذلك أنهم (الجنود) لا يجرؤون على الخروج من دباباتهم.
وتشير واشنطن بوست إلى أن تلك المزاعم يصعب التحقق منها بسبب القيود الحكومية المفروضة على الصحفيين، ولكنها تنقل عن خبراء عسكريين يتابعون تطور الصراع قولهم إنهم لاحظوا تناميا كبيرا في عدد التسجيلات المصورة لهجمات الثوار التي تبث على الإنترنت.
كما أن القتال المحتدم خلال الأسبوعين الماضيين يقدم دليلا آخر على تنامي قدرة الثوار، فقد قال الجيش السوري الحر إنه سيطر على ثلاثة مراكز حكومية في إدلب الأسبوع الماضي، وقد جرت عدة معارك في مناطق لم تصلها الاضطرابات من قبل مثل المناطق الريفية شمال طرابلس.
وتعتبر نيويورك تايمز أن تصعيد الحكومة السورية لاستخدام القوة يأتي ردا على مكاسب الثوار.
ويعزو قادة الثوار تراجع معنويات الجنود في الجيش النظامي إلى أداء الثوار، مشيرين إلى أن معدلات الانشقاقات في صفوفه مستمرة، وأن الجنود أنفسهم كلوا بعد 15 شهرا من العمل المستمر من أجل قمع الثورة، وفق تعبيرهم.