بينما دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس لاجتماع جديد لـ«مجموعة العمل» حول سوريا، وتستقبل روسيا هذا الأسبوع مسؤولين من المعارضة السورية، في محاولة لإيجاد حل للأزمة العالقة، أكدت مصادر إخبارية نقلا عن مصادر عسكرية روسية أن سفنا حربية روسية في طريقها إلى ميناء طرطوس السوري. وأبلغ مصدر في البحرية الروسية وكالة رويترز أن روسيا أرسلت مدمرة إلى سوريا أمس، ونقلت وكالة إنترفاكس عن مصدر عسكري آخر قوله إن أربع سفن روسية أخرى في طريقها إلى سوريا أيضا. ونسبت إنترفاكس إلى المصدر قوله إنه لا علاقة بين مهمة السفن والصراع في سوريا.
وأضافت نقلا عن المصدر أن السفن تحمل جنودا من مشاة البحرية في مهمة تدريب، فضلا عن كميات من الأغذية والمياه والوقود لمنشأة الصيانة والإصلاح التابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري.
وقلل البيت الأبيض من شأن توجه السفن الحربية الروسية إلى مرفأ طرطوس السوري، وقالت إيرين بيلتون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي المعني بالسياسة الخارجية لدى الرئاسة الأميركية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «لدى روسيا قاعدة إمداد وصيانة في مرفأ طرطوس السوري، لا سبب لدينا والحالة هذه يدعونا لاعتقاد أن هذا التحرك ليس روتينيا».
وأضاف مصدر البحرية، الذي تحدث إلى رويترز مشترطا عدم نشر اسمه: «سمتليفي غادرت الميناء في طريقها إلى سوريا اليوم (أمس).. يتوقع أن تصل إلى المضايق التركية صباح غد (اليوم)». وقال متحدث باسم الأسطول الروسي في البحر الأسود إن السفينة أبحرت، لكنه أحجم عن تأكيد وجهتها. وأضاف المتحدث فياتشسلاف تروخاتشيوف «أبحرت السفينة.. لا يمكنني أن أقول لكم أي شيء آخر». وقال المصدر العسكري لإنترفاكس إن ثلاث سفن إنزال ومدمرة مضادة للغواصات من أسطول روسيا الشمالي غادرت ميناء سفرمورسك في طريقها إلى طرطوس. وأرسلت موسكو في أواخر العام الماضي قطعا بحرية إلى المياه المقابلة للسواحل السورية من بينها حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف.
فيما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن ثلاث سفن حربية روسية لنقل الجند غادرت بقيادة سفينة القيادة الأدميرال تشابننكو، المتخصصة في مطاردة الغواصات، ميناء سيفيرومورسك القريب من مورمانسك شمال غربي روسيا متجهة إلى ميناء طرطوس، على أن تنضم إليها سفينتان حربيتان خلال الرحلة.
وتأتي تلك التحركات العسكرية بعد يوم واحد من تقارير إخبارية أكدت فيها مصادر عسكرية روسية إلغاء تعاقدات عسكرية، تشمل طائرات هجومية، للسلطات السورية، طالما ظلت الأزمة والعنف مستمرين. وهو ما بدا كمؤشر جديد على تغيير في الموقف الروسي حيال الأزمة السورية، والذي ظل حليفا للرئيس السوري بشار الأسد طيلة 16 شهرا من تصاعد الاحتجاجات.
وفي غضون ذلك، دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس إلى اجتماع جديد لـ«مجموعة العمل» حول سوريا، في حين تستقبل روسيا هذا الأسبوع مسؤولين من المعارضة السورية.
وأوضح بوغدانوف كما نقلت عنه وكالة إنترفاكس: «من جهتي يمكنني أن أؤكد فقط أننا نرحب بتنظيم اجتماع جديد لمجموعة العمل في موسكو»، قبل أن يضيف أنه «لا يعارض أن تستضيف جنيف مثل هذا الاجتماع».