تجمع الوحده الوطنية أسقط حسابات المعارضة
الخطاب التاريخي الذي القاه فضيله الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن محمود آل محمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية في ساحه الفاتح قبل أيام ،كان الخطاب الفصل الذي اسقط حسابات المعارضه وخلط أوراقها وجعلها تعيد حساباتها .. فقد أثبت هذا الخطاب ان المطالب ليست مقتصرة على طيف واحد ، وان ما تدعيه جماعة (دوار اللؤلؤة) من أنها تمثل أطياف الشعب مجتمعه ليس إلا كلاما في الهواء
فالحشود التي قاربت النصف مليون نسمة بميدان الفاتح في تلك الليلة كانت تصرخ "الشعب يريد إبقاء النظام" و "الشعب يريد اصلاح النظام"وليس الغائه .. لقد أثبتت تلك الحشود أنها الرقم الصعب في المعادلة السياسية في مملكة البحرين ، وانه لا بمكن ان تمرر حلول لحلحلة الأوضاع المتأزمة دون الأخذ برأيها باعتبارها الطرف الأقوى في المعادلة.
وحسب معلوماتي المتواضعة فإن خطاب الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل محمود لم يكن من نسيج آرائه هو أو آراء جمعيته فقط ،بل كان هذا الخطاب عصارة اجتماع للجمعيات التي يضمها تجمع الوحدةالوطنية وكان يمثل كل الاطياف بذلك التجمع.
لقد أربك هذا الخطاب التاريخي أصوات المعارضة وجعلها تخرج من دوار اللؤلؤة إلى ميادين عامة أخرى والى المدارس والجامعات و الوزارات حتى تقول للحكومة وللشارع البحريني "نحن هنا" .. لكن هذا الخروج جلب للمعارضة النقمة من جميع أطياف المجتمع من السنة والشيعة.
فمحاولة شل العملية التعليمية من خلال تحريض الطلبة والطالبات وهم في اعمار الزهور على الخروج في مسيرات و مظاهرات جلب الشعور بالتقزز والنفور من هذه الجمعيات المعارضة ، فالزج بالأبناء و محاولة شحن الطائفية في نفوسهم وقضايا التحرشات التي حدثت في بعض المدراس بين الطلبة والطالبات الشيعة والسنة كان أمرا خطيرا ومؤلما جعل أولياء الأمور من آباء وأمهات يخافون على أولادهم وبناتهم من المصير المجهول .. فالطالب مكانه المدرسة و التحصيل العلمي وليس الشوارع وضياع الوقت و الجهد فيما لا طائل من ورائه.
ولذلك اسقط في يد المعارضين الأعداد الهائلة من المتطوعين و المتطوعات الذين لبوا نداء الواجب و سدوا النقص في المدراس بمختلف مستوياتها مما جعل المعارضة تفشل في مخططاتها اليائسه والبائسه في شل العملية التعليمية في البلاد.
كما أن الدعوة الى العصيان المدني لم تلق تجاوبا من مختلف الأطياف و استمرت الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة تعمل كالمعتاد في صفعة جديدة تتلقاها المعارضة ، ولذلك تحركت جماهيرها الى الشوارع للقيام بالمسيرات و المظاهرات اليومية حتى تعمل على شل الحياة الاقتصادية وإرباك حركةالسير وتعطيل مصالح المواطنين..
وعندما نقول تحن ذلك فلا نعني أبدا أننا نصادر حقوق الآخرين في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي ، لكن ذلك يجب أن يكون بالوسائل المشروعة بحيث لا تتعطل مصالح الناس ويصاب اقتصاد البلاد في مقتل.
واخيرا فاننا ندعو العقلاء من المعارضة ان يبادروا إلى الحوار الوطني الذي دعا اليه ولي العهد في أقرب فرصة حتى نجنب الوطن المزيد من الويلات والمحن .. فهناك فرصة ثمينة ومكاسب ستتحقق ويعم خيرها الجميع إذا ما بدأ الحوار .. أما رفع سقف المطالب والمطالبة بإسقاط الحكومة فإنه خط أحمر لا تقبل به الجماهير البحرينية ..فالحوار يجب أن يبدأ بدون شروط مسبقة ، ولعل هذه الشروط الصعبة التحقيق والتي لا ولم يتوافق عليها الشعب البحريني بكل مكوناته والتي وضعتها الجمعيات المعارضة هي التي تعطل الحوار اليوم.. فالشعب في عمومه مع نظام آل خليفة ومع بقاء الحكومة .. وبدون التراجع عن هذه المستحيلات فإن الحوار يصبح عقيما و أجوفا ولا معنى له . .. وعندها لن ينجح الحوار وتتأزم الأمور اكثر مما هي عليه الآن
فالله الله في بحريننا الغالية وكفانا ما نحن فيه الآن ، وكفانا دماء أريقت فهذا الوطن للجميع وليس لفئة او طائفة دون الأخرى .
المصدر: منتدى بوابة البحرين - من قسم: باب البحرين