نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية مقالاً افتتاحياً عن الاحداث الدموية الحالية في سوريا تحت عنوان "حيث يجمد الشتاء الربيع العربي" رجحت فيه استمرار دورة العنف الدموي الحالية في ذلك البلد. وهنا نص المقال:
"الرئيس السوري بشار الأسد فعل شيئا لا يصدق تقريبا في عصر الاتصالات الجماهيرية المتقدمة: لقد منع دخول الصحافيين الأجانب، وعزل بفاعلية سوريا عن العالم الخارجي. لكن الأنباء الصادرة من هناك تتراوح بين السيء جدا والمروع للغاية. التقارير الأحدث تركز على بلدة جسر الشغور في شمال غربي البلاد حيث قيل أن 120 شخصا، بعضهم، إن لم يكن أكثرهم، من الجنود أو أعضاء في القوات الخاصة قتلوا لرفضهم أوامر إطلاق النار على المدنيين (أو في رواية أخرى، من أجل منع المدنيين من إطلاق النار).
إلا أن ما حدث في جسر الشغور هو آخر أعمال العنف الذي يحرض عليه نظام يتمسك بالسلطة بلا رحمة. ومشروع قرار مجلس الأمن الذي أعدته بريطانيا وفرنسا أكثر من مجرد ليّ للذراع. لكنه مهدد بقرار "فيتو" من الصين وروسيا اللتين ما تزالان تعتبران سوريا مع رئيسها المستبد الحالي أفضل من سوريا بدونه. ولأن الولايات المتحدة وأوروبا لا ترغبان ولا تملكان القدرة على تدخل عسكري جديد، فانه يبدو أن الصراع الشرس والمكلف سيستمر.
من المنطقي التساؤل لمَ تم حشد القوى للتدخل من أجل حماية المدنيين ومساعدة القوات المناهضة للنظام في ليبيا، وتم استبعاد ذلك في سوريا. الإجابة البسيطة هي: لأن مناصري ذلك التدخل اعتبروا أنه كان ممكنا، وكان هناك خطر وشيك محدد يمكن تجنبه. وحتى مع هذا الهدف المحدود، بدا أنهم قد قضموا أكثر بكثير مما يمكنهم مضغه. وبالتالي فإن التدخل سوريا في سيكون خطوة ابعد بكثير مما ينبغي الذهاب اليه.
لكن تداعيات الفوضى في سوريا لا بد من اخذها في الاعتبار وبسرعة. المحاولات الأخيرة من قبل الفلسطينيين لاختراق الحدود مع إسرائيل وأفواج اللاجئين السوريين المتزايدة التي تصل الى تركيا ولبنان امور تنذر بأن الاضطرابات في سوريا يمكن أن تؤثر في استقرار المنطقة بأسرها. ربما كان الأوان قد فات على أن تشكل التنازلات السياسية من النظام إلى المعارضة المتنوعة أي فارق. لكن بدونها، سيكون من المستحيل تجنب تصاعد العنف في سوريا والمنطقة".