وصف نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام من مقره في باريس خطاب بشار الأسد أمس بأنه يشبه المثل الشعبي السوري "العرس بالمزة والطبل في حرستا", تدليلا على انه تطرق الى كل القضايا الثانوية في البلاد الا الازمة الحقيقية التي تعصف بالشارع والتي يثور الشعب من اجلها وهي هوية النظام الشمولي القمعي الذي لا يمكن في ظله معالجة أي مشكلة او قضية وانما يجب تغييره هو وكل ادواته وعناصره كي ينتهي القمع والتزوير والفساد وتتحرر سورية من الظلم والمهانة.
وقال خدام في اتصال مع "السياسة" امس ان نظاما يصر على المساواة بين ادواته المهترئة والديمقراطية لا يعرف معنى للديمقراطية الحقيقية وهو يكذب ويحاول تغطية سماوات ارتكاباته بقنوات كلمات لم يعد اي سوري او اي شخص في العالم يقتنع بها او يصدقها.
وجزم خدام بأن "لا حل اطلاقا الا بتغيير النظام" وقد كشف خطاب الاسد حجم الازمات السياسية والاقتصادية والمعيشية وكلها عوامل مربكة له وتسهل قيام الثورة ضده وعمليات الانشقاق المتوقعة من أعضاء في الحزب ومن عناصر مهمة جدا في الجيش.
وقال ان هذا الخطاب يرد على الانذارات الموجهة من الداخل والخارج الى الاسد وزبانيته للقول لها انا مستمر في القمع والقتل والاعتقال والتهجير غصبا عن العالم كله كما ان هذا الخطاب كشف الكذب والتدليس حول الفساد لمجرد اعلانه تشكيل لجنة لمكافحته من دون ان يقول اين يكمن هذا الفساد, أليس عنده وعند شقيقه واقاربه وابني خاله محمد ورامي مخلوف والبطانة المحيطة به التي تصفق له وتشجعه على الاستمرار في مساره التهديمي للبلد ومقوماته.
وحول امكانية حدوث انشقاقات مهمة وحاسمة في صفوف الجيش اكد خدام ل¯ "السياسة" ان هذه الانشقاقات ستقع لا محالة.
بدورها وصفت جهات معارضة سورية في بروكسل الخطاب بأن صاحبه "بشار الاسد" يعيش في كوكب اخر ولا يرى ما يحدث في الشارع السوري والعواصم العربية والدولية.
وقالت الجهات السورية المعارضة ل¯ "السياسة" في اتصال بها في لندن ان ما ورد في الخطاب من ألفه إلى يائه كلام فارغ وتخاريف لا تنسجم مع مطالب الناس الذين يستشهدون في الشوارع طلبا للحرية ولقمة العيش الكريمة, وتغطية مفضوحة لمشاركة إيران في القمع والقتل والاعتقال وقد حصلت المعارضة الداخلية في سورية على صور لباخرة ايرانية محملة بالسلاح وعناصر الحرس الثوري افرغتهم في ميناء اللاذقية كما ان تركيا منعت طائرتي نقل ايرانيتين من الهبوط في اراضيها وهما في طريقهما الى المطارات السورية فيما تؤكد تلك المعارضة وجود معسكرين احدهما ايراني والآخر تابع لحزب الله اللبناني في منطقة السيدة زينب وقرب كلية الزراعة في دمشق.