اقتحم سوريون اليوم السبت مباني السفارات السورية في بريطانيا وسويسرا وبلجيكا احتجاجاً على مقتل المعارض السوري مشعل تمو، فيما عبًّرت الحكومة السورية عن احتجاجها على اقتحام مبنى سفارتها في العاصمة النمساوية أمس.
واقتحم خمسة سوريين مبنى سفارتهم في لندن بعد ظهر اليوم السبت، ورفعوا علم الاستقلال وعلم سوري الحالي والعلم الكردي لمدة أربعين دقيقة، فيما قام أحدهم بتكسير إحدى النوافذ، قبل أن تتمكن الشرطة البريطانية من إلقاء القبض عليهم، حسب الناشط ثائر الحاجي، وهو أحد الذين اقتحموا السفارة.
ونوه حاجي في اتصال مع "العربية.نت" بعد دقائق من الإفراج عنه، أن أربعة آخرين مازالوا قيد التحقيق لدى الشرطة البريطانية، مُرجحاً انتهاء التحقيق معهم مساء الغد على أبعد تقدير.
وأضاف حاجي أن ما يقارب مئة متظاهر قاموا بإغلاق الطريق أمام السفارة أثناء عملية اقتحامها تعبيراً عن غضبهم عن مقتل تمو.
واعتبر حاجي أن اقتحام السفارة كان سببه الاحتجاج على مقتل المعارض مشعل تمو والمجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه، حسب تعبيره.
في الأثناء ذكر ناشطون أن اقتحاماً للسفارة السورية جرى اليوم في سويسرا، في وقت ذكر آخرون أن السلطات البلجيكية ألقت القبض على أحد المتظاهرين الذين هاجموا السفارة السورية في بروكسل وحاولوا اقتحامها مرات عدة، احتجاجاً على مقتل مشعل تمو أمس، والذي اتهمت المعارضة السلطات السورية باغتياله.
سوريا تحتج للحكومة النمساوية
في المقابل أعلنت سوريا للحكومة النمساوية عن احتجاجها "الشديد" على اقتحام السفارة السورية في العاصمة فيينا ليلة أمس.
واستدعى معاون وزير الخارجية والمغتربين السوريين أحمد عرنوس ظهر اليوم القائم بالأعمال النمساوي في دمشق، وأبلغه احتجاج سوريا الشديد تجاه ما تعرضت له السفارة السورية في فيينا الليلة الماضية.
وحمّل عرنوس حسب وكالة الأنباء السورية (سانا) السلطات النمساوية المسؤولية الكاملة عن أي خلل بالحماية اللازمة عملاً بأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
وكان مقر السفارة السورية في فيينا تعرض في وقت متأخر من الليلة الماضية لاعتداء من عدد من الأشخاص قاموا بخلع الباب الرئيسي للسفارة والدخول إليه ورفع العلم السوري احتجاجاً على مقتل المعارض السوري مشعل تمو، كما أظهر مقطف فيديو بثه ناشطون على الإنترنت
تواصل العمليات العسكرية
ميدانياً ارتفع عدد قتلى السبت في سوريا إلى 15 شخصاً، فيما بلغت حصيلة أمس الجمعة 25 قتيلاً حسب الهيئة العامة للثورة السورية.
وذكر متحدث باسم الهيئة العامة، أن ستة مدنيين قضوا في تشييع المعارض تمو الذي اغتيل أمس في مدينة القامشلي على يد مسلحين مجهولين، كما قُتل ثلاثة آخرون في ريف دمشق، اثنان منهم أثناء تشييع جنازة في دوما، في حين قتل الثالث بالضمير تحت التعذيب.
وأضاف المتحدث باسم الهيئة أن ثلاثة أشخاص قُتلوا في حماة، اثنان منهم في قرية جبرين بريفها إثر اقتحامها فجرا من قبل قوات الجيش، إضافة إلى مقتل شخص برصاص قناصة في حمص. في حين جرى الكشف عن مقتل طفل (13 عاماً) قبل أربعة أيام، دون أن يتمكن أهله من الإبلاغ عن وفاته جراء انقطاع الاتصالات.
وأفاد المتحدث باسم الهيئة أن قوات الأمن اقتحمت مناطق عدة في حماة بحثاً عن ناشطين وسط إطلاق نار كثيف منذ ساعات الصباح الأولى.
وأضاف المتحدث أن قوات الأمن اقتحمت المزارع الموجودة في منطقتي المزارب وجبرين اللتين شهدتا قصفاً مدفعياً في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حماة بحثا عن نشطاء مطلوبين وجنود منشقين وقُطعت جميع الطرقات المؤدية إليها، وسط أنباء عن وقوع أكثر من 15 قتيلاً، بينهم امرأتان جراء إطلاق الرصاص الكثيف.
وفي مدينة إنخل اعتقلت قوات الأمن أكثر من 50 مدنياً خلال حملة مداهمات للمدينة جرت اليوم، في وقت جرت اعتقالات لأكراد في حي الكسوة بريف دمشق.