أظهرت المعارك المسلحة التي خاضها جنود منشقون ضد الجيش النظامي، أن «الجيش السوري الحر» دخل مرحلة المواجهة المباشرة على الأرض، ضد النظام السوري وجيشه وقواه الأمنية تحت عنوان «حماية المدنيين من أعمال القتل». وهو ما بينته الصور التي بثتها فضائيات عربية وأجنبية لمواجهات عسكرية دارت في اليومين الماضيين في مناطق سورية عدة ومنها الزبداني في ريف دمشق ومدينة حمص.
وقد اعترفت قيادة «الجيش الحر» بالانتقال إلى مرحلة المواجهة المسلحة التي وعدت بها في حال إخفاق بعثة المراقبين العرب في وقف نزيف الدم، بحيث أعلن نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي أن «النظام السوري هو من يدفع نحو المواجهة المسلحة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قبلنا بأن تعمل الجامعة العربية على دفع النظام السوري باتجاه وقف القتل، لكن وبما أن هذا النظام لم يوقف جرائمه كان لا بد للجيش الحر أن يقوم بالدفاع عن هذا الشعب الذي تخلى عنه العالم بأسره، وهذه مسؤولية كبيرة سنتحملها مهما بلغت التضحيات، فقد علمتنا التجارب أن هذا النظام لا يفهم إلا لغة القوة». مؤكدا أن «ما يقوم به عناصرنا هو دفاع عن سلمية الثورة ليس إلا، وما نقوم به هو عمليات دفاعية، وإذا كانت بعض هذه العمليات تبدو هجومية فإنها في حقيقة الأمر دفاعية، ونحن نريد أن نحصل على السلاح لندافع عن أهلنا وشعبنا، لكن حتى الآن لم نتلق دعما من أي دولة سواء كانت إقليمية أم دولية لا بالمال ولا بالسلاح».
وردا على سؤال عن مصدر السلاح الموجود مع عناصر الجيش الحر، قال الكردي «هذا السلاح يأتي من العناصر التي تنشق بسلاحها عن الجيش النظامي، وبعضها من مستودعات (للجيش السوري) نستولي عليها، كما أن هناك بعض قطع السلاح نشتريها من ضباط النظام الذين يبيعون أسلحتهم وذخيرتهم وهمهم الحصول على المال، كما نشتري من وقت إلى آخر أسلحة من بعض عصابات التهريب ومن المهربين الصغار، لكن هذا لا يكفي لحماية الثورة الكبيرة المنتشرة على امتداد الوطن». وحول ما نشرته إحدى الصحف الأجنبية من أن أمير قطر بدأ يركز على مسألة تسليح الجيش السوري الحر، قال: «سمعنا بهذا الكلام ولكن حتى الساعة لم نتلق أي شيء ولم نتبلغ أي شيء من هذا القبيل».