صرح وزير الصناعة والتجارة الدكتور حسن فخرو بأن المشروع الذي أوصى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بتنفيذه، بشأن إنشاء مدينة اقتصادية كبرى، على وشك الانتهاء من دراسة الجدوى الخاصة به من قبل الشركة المتخصصة، وأن هذا المشروع سيكون هو الأكبر في تاريخ مملكة البحرين، حيث سيقام على مساحة 100 كيلو متر مربع في أرض بحرية مدفونة، ولن تكون هذه المدينة صناعية فقط أو تجارية فقط بل ستكون اقتصادية شاملة.
وكشف وزير الصناعة والتجارة كذلك ان الشركة العالمية لتجارة مواد البناء أبلغت مملكة البحرين رسميا بأنها اختارت المنامة مقرا رئيسيا لها، وأنها ستكون شركة قابضة لها فروع وشركات في كل أنحاء العالم، ولن يقتصر نشاطها، الذي يقدر ببلايين الدولارات، على مواد البناء فقط، بل سيشمل الطاقة والعقارات والبتروكيماويات، مشيرا الى أن هذه الشركة ستوظف أعدادا كبيرة من أبناء البحرين.
جاء ذلك خلال جولة قام بها الوزير الدكتور حسن فخرو على عدد من فنادق البحرين اكد خلالها أن مملكة البحرين بدأت تعود لما كانت عليه وكان هذا بعد استتباب الأمن وإعادة فتح الكثير من الأبواب وعودة الثقة الى نفوس المستثمرين والسياح والاشقاء الخليجيين، مشيرا إلى أن هناك إجراءات لتنشيط الحركة من جديد في فنادق البحرين وستشهد ازدهارا كبيرا في المرحلة القادمة.
وعلى هامش الجولة صرح الوزير لصحيفة "أخبار الخليج" أن جولاته التفقدية تشمل جميع القطاعات التجارية والاقتصادية بلا استثناء، ولابد لهذه الجولات ان تكون مضاعفة في هذه الظروف مشيرا الى أن جولاته على فنادق البحرين بدأت في الاسبوع الماضي والهدف منها هو ان نتبادل مع اصحاب هذه الفنادق الآراء حول الأوضاع الراهنة والتشجيع على الخروج منها أكثر قوة بإذن الله.
وقال الوزير اردت ان اشد على ايديهم وأشكرهم على الصمود والتضحيات من اجل الوطن مشيرا الى أن وضع فنادق الأربع نجوم افضل حالا من فنادق الخمس نجوم حيث انخفضت نسبة الإشغال بها الى 5 % وأقل بينما افضل فندق من فنادق الخمس نجوم 24%.
وأضاف الدكتور حسن عبدالله فخرو: انا متفائل الآن والأوضاع بدأت تعود الى طبيعتها تدريجيا وبشكل يثلج الصدر، وأنا أزور المجمعات التجارية الكبيرة بشكل شبه يومي، ووجدت وضعها مطمئنا جدا وخاصة في عطلة نهاية الاسبوع، ورواد هذه المجمعات عادوا كما كانوا من قبل بحيث لا تجد مكانا تجلس او حتى تمشي فيه، كما أن كل دور السينما بدأت تعمل بحجم استيعابها المعتاد.
وأوضح قائلا أن المجمعات الكبيرة مثل السيتي سنتر والسيف والعالي والمودا مول وغيرها هي الترمومتر لعودة الحياة الطبيعية الى البحرين وقد شاهدناها مكتظة بروادها وكل المتاجر ومرافق الخدمات تفتح ابوابها بحسب المواعيد المعتادة.
كما أشار الى أن سكان المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية بدأوا يأتون الى البحرين وأن المستثمرين بدأوا يعودون الى البحرين، مؤكدا أن سمو رئيس الوزراء الامير خليفة بن سلمان ال خليفة يصر على ان تعود الأوضاع اقوى مما كانت في اقرب فرصة.
ويواصل قائلا: البحرين عودت الجميع أنها البلد الذي اذا تعرض لأي ازمة فإنه يعود كما كان في اقصر فترة يمكن ان يتصورها بشر.
وأضاف وزير التجارة والصناعة أن الطيران العالمي بدأ اكتمال عودته الى البحرين وخاصة الطيران البريطاني الذى عاد عودة كاملة..
وحول أسعار السلع في الأسواق قال الوزير أن اصرار المستهلك على سلعة بعينها هو الذي يصعب الموقف.. كل سلعة لها بدائل.. فاذا ارتفع سعر سلعة وانصرف عنها المستهلك الى الارخص منها فإن السعر المرتفع لابد ان يتراجع.. كل سلعة لها حوالي 100 بديل.. وأكد أن التضخم في البحرين اقل من كثير من الدول الاخرى في المنطقة وبالنسبة للخضراوات والفواكه فقد حدث تراجع كبير في اسعارها واضحت البحرين بوابة رئيسية لتجارة الخضراوات والفواكه، وأسعار الخضراوات والفواكه بها هي الاقل سعرا في المنطقة الآن.
وأضاف : نحن لا نستطيع ان نتدخل بشكل مباشر الا في أسعار 3 سلع وهي: اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء والطحين، ونتدخل بالنسبة الى بقية السلع الاخرى عندما نشعر ان هناك تواطؤا أو غشا أو احتكارا، ونحن نجمع تقارير يومية عن أسعار جميع الأسواق الآن.. والمهم انه رغم الظروف التي تعيشها البحرين فإن اسعارنا هي اقل من اسعار الدوحة ودبي على سبيل المثال.
وردا على تساؤل "متى تعود الأوضاع الاقتصادية العامة في البحرين بصورة عامة الى طبيعتها السابقة"، أجاب وزير الصناعة والتجارة ان البحرين قطعت شوطا كبيرا على هذا الطريق وبحسب بيان مجلس الوزراء أمس فإن هناك 22 مشروعا صناعيا جديدا بدأ العمل على انشائها فعلا على ارض البحرين رغم ان الموافقة عليها تمت في شهر مارس الماضي.. وهي تشغل 104 آلاف متر مربع من الاراضي الصناعية وتستثمر هذه المشاريع 24 مليون دينار، وهذه المشاريع تعكس الثقة المتزايدة في البيئة الاستثمارية الحاضنة بالبحرين.
وقال: هناك شركة قابضة عملاقة ستبدأ مسيرتها على ارض البحرين قريبا واتخذت قرار النهائى بأن اختارت البحرين مقرا رئيسيا، اي مقرها الرئيسي في البحرين ولها فروع في انحاء العالم وتقدر استثماراتها ودخلها السنوي بعشرات البلايين من الدنانير، وأكدت الشركة أن البحرين هي افضل مقر لها في منطقة الشرق الاوسط بكاملها مشيرا الى أن مواد البناء هي مجال واحد من مجالات هذه الشركة العالمية العملاقة وستمارس هذه الشركة تدريجيا نشاطها في مجال الطاقة والبتروكيماويات والعقارات ومجالات اخرى لأنها شركة تجارة عامة.
وأضاف الوزير: لقد أكد القائمون على الشركة بأنفسهم بأن البحرين هي اكبر بلد مفتوح، ويبعث الطمأنينة في نفوس وقلوب المستثمرين اكثر من غيره، وانها تعد البوابة الرئيسية للشرق الاوسط، وتحوي بنوكا عملاقة، وبيئة استثمارية لا تقارن.
وحول عدد المشاريع الصناعية وتقدر ب 22 مشروعا صناعيا قال وزير الصناعة والتجارة أن هذا العدد من المصانع هو الذي تمت الموافقة عليه في شهر مارس وحده، وعندنا الآن طلبات لإنشاء 500 مشروع صناعي جديد على ارض البحرين، ولكن المشكلة انه لا توجد الآن ارض صناعية خالية، وقد اصدر مجلس الوزراء توجيهات لنا بالعمل على ايجاد اراض صناعية جديدة، وخلال اقل من عام بإذن الله نهيئ الاراضي اللازمة لعشرات المشاريع الصناعية الجديدة وبعضها سيكون عملاقا بإذن الله.
ويقول وزير الصناعة والتجارة: ان البحرين فعلا - كما يقول سمو رئيس الوزراء - ستعود اقوى مما كانت.. كما ستكون اكثر قوة وازدهارا في المستقبل القريب.. كما ان رؤية جلالة الملك المبلغة الينا تتضمن بناء مدينة صناعية جديدة كبرى تفي باحتياجات البحرين للعقود الثلاثة القادمة.. ولن تكون هذه المدينة صناعية فقط.. ولا تجارية فقط.. وانما مدينة اقتصادية شاملة.. ونقوم الآن بدراسة الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع الضخم، وسوف تنتهي هذه الدراسة قريبا.. ونعمل الآن عى اختيار أنسب موقع لها، وعلى الأغلب ستبنى هذه المدينة فوق ارض بحرية مدفونة.. انها مشروع جلالة الملك.
وقال: ستكون هذه المدينة الجديدة مختلفة تماما عن مدينة سلمان الصناعية لأننا نتكلم عن مدينة بمساحة 100 كم مربع وسوف تلبي جميع الاحتياجات الاقتصادية المستقبلية بالكامل على ارض البحرين.. وسيراعى في هذا المشروع ان يكون مختلفا عن جميع المشاريع الحالية والمستقبلية في المنطقة، اي انه لن يشكل اي ازدواجية او أي تكرار مع المشاريع الاخرى بدول مجلس التعاون الخليجي.
وقال أن الشركة التجارية العامة العالمية العملاقة والمدينة الصناعية الجديدة بحسب رؤية جلالة الملك سوف يؤديان الى تنفيذ حركة توظيف كبيرة بل بشكل خيالي مؤكدا أنهما سيوفران مئات الآلاف من الوظائف الجديدة على أرض البحرين