في الوقت الذي صدم فيه العالم من هول مجزرة جديدة ارتكبها النظام السوري ضد أهالي قرية القبير بريف حماه، والتي راح ضحيتها 87 قتيلا في قرية لا يتجاوز عدد سكانها الـ130 شخصا، بحسب ما أعلن المجلس الوطني السوري.. اعترف المبعوث العربي الدولي إلى سوريا كوفي أنان في جلسة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس بقوله: «اليوم، على الرغم من قبول خطة من ست نقاط ونشر المراقبين، فإنني يجب أن أكون صريحا وأؤكد أن الخطة لم يتم تنفيذها».
وقالت المعارضة أن «النظام الأسدي ارتكب مجزرة بشعة في قرية القبير بذبح 80 مدنيا بالسكاكين، كما تم حرق عدد منهم وهم أحياء».. لكن النظام السوري أنكر المجزرة قائلا، حسب وكالة الأنباء السورية «سانا» إن «مصدرا رسميا بمحافظة حماه أكّد أن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الشريكة في سفك الدم السوري حول ما جرى في مزرعة القبير في بلدة معرزاف بريف حماه عار عن الصحة تماما». كما قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود إن هناك حاجزا عسكريا ومدنيين يمنعونهم من دخول المنطقة. وأعلن متحدث باسم الأمم المتحدة لاحقا أن المراقبين سيحاولون مجددا الوصول إلى القرية اليوم، وذلك بعدما اضطروا للعودة أدراجهم الخميس إثر تعرضهم لإطلاق نار.
من جهة أخرى، وفي سياق استمرار الانتهاكات التي يمارسها النظام ضد المعارضين، أعلن المساعد أول إبراهيم فرزات من المخابرات الجوية فرع حمص، انشقاقه عن الجيش النظامي وانضمامه للجيش الحر.
. متهما ثلاثة من رفاقه في المخابرات الجوية «بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأعمال عنف واغتصاب وقتل».
وتوالت ردود الأفعال الدولية المنددة بالمجزرة. وحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الرئيس السوري بشار الأسد على تسليم السلطة ومغادرة بلاده، قائلة إنه ينبغي على الأسد ونظامه أن يفسحا الطريق أمام سوريا جديدة».
وفي غضون ذلك، شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس جلسة ساخنة حذر فيها المشاركون من تداعيات الوضع في الأزمة السورية واقتراب شبح الحرب الأهلية. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من تداعيات تفاقم الأزمة السورية، وقال «يجب أن نستعد لكل الاحتمالات لأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ كيف ستؤول الأوضاع في سوريا». وأثنى على الجهود التي يقوم بها المراقبون في سوريا، وقال إنهم «يعملون في أشد الظروف خطورة وصعوبة، وهم شهود عيان على المذابح التي ترتكب».
من جهته, أعلن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية والمسؤول عن ملف البلدان العربية أمس أن «موسكو تعتبر أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري وحده».
وعاد المسؤول الروسي إلى تكرار ما سبق أن قاله في حديثه إلى «الشرق الأوسط» حول أن «تسوية الوضع في سوريا بموجب النموذج اليمني أمر ممكن في حال وافق السوريون على ذلك».