وسع الجيش السوري حملته العسكرية، أمس، وقصف قرية بداما الواقعة على الحدود التركية التي يتزود منها اللاجئون داخل الأراضي السورية على مقربة من الحدود بحاجاتهم المعيشية، في وقت تحولت جنازات قتلى يوم الجمعة إلى مظاهرات كبيرة في دير الزور وحمص وريف دمشق.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الجيش السوري اقتحم السبت (أمس) بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور حيث سمع صوت إطلاق أعيرة نارية». وأشار عبد الرحمن إلى أن «بلدة بداما كانت مصدر تزود اللاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الأراضي السورية بالمؤونة»، معربا عن خشيته «من الآثار الإنسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية».
وقالت مصادر محلية إنها شاهدت مروحيات تركية تحوم فوق قوات الأمن السورية بعد ظهر أمس، بينما قال ناشطون على موقع «فيس بوك» إنه وقع ما لا يقل عن 20 إصابة في بداما، وتمكن بعض الأهالي من تهريب المصابين والأطفال.
من جهة أخرى، تحول تشييع ضحايا يوم جمعة «الشيخ صالح العلي» إلى مظاهرات عارمة، مناهضة للنظام. وفي مدينة دوما، (ريف دمشق) جرى اعتصام في ساحة الجامع الكبير بعد تشييع أحد القتلى. كما تم إعلان حالة إضراب عام في ظل وجود كثيف لقوات الأمن والشرطة. وفي مدينة حرستا (ريف دمشق) خرج عشرات الآلاف في تشييع قتيلين سقطا أول من أمس، وتحولت الجنازة إلى مظاهرة عارمة، بحسب ناشطين.
كما انطلق في مدينة دير الزور موكب تشييع قتيل من أمام مسجد عثمان بن عفان قدر ناشطون عدد المشاركين فيه بـ100 ألف مشيع ليلاقي جنازة قتيل آخر بالقرب من سوق الجمعة، حيث قدر أيضا بـ50 ألف مشيع.
وفي حمص، أعلن إضراب عام بعد تشييع قتلى الجمعة حيث تحولت الجنازات إلى مظاهرات عارمة.
إلى ذلك، أمهلت الحكومة التركية النظام السوري أياما لتطبيق الإصلاحات، وإلا فإنها «ستبدأ بتطبيق العقوبات المشددة التي فرضتها الأمم المتحدة»، بحسب ما قالت مصادر دبلوماسية لصحيفة «زمان» التركية. من جهتها، قالت مواقع سورية، إن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، منح طفلة سورية فقدت والديها الجنسية التركية، وسماها في شهادة الميلاد زينب رجب طيب أردوغان. من جهة ثانية أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أمس، عن «قلق العالم العربي» حيال الأزمة في سوريا. وقال للصحافيين في القاهرة: «هناك قلق لدى العالم العربي وفي المنطقة فيما يتعلق بالأحداث في سوريا». وأكد أن هناك «اتصالات كثيرة» بين القادة العرب حول الأزمة في سوريا، بهدف «تبادل وجهات النظر».
ورفض موسى أن تكون تصريحاته بمثابة تدخل في الشأن السوري، مشددا على أن الهدف منها فقط هو التعبير عن «قلق حيال بلد مهم»، و«من الطبيعي أن نكون قلقين».